في هذه الأيام، نستخدم جميعًا أجهزة الهواتف الذكية للتعامل مع المهام اليومية. مثلاً، يمكن دفع الفواتير أو إعادة الشحن بطاقتك وتحويل الأموال أيضًا فضلًا عم شراء المنتجات عبر الإنترنت.
كل هذه الأعمال يمكن إتمامها بمساعدة التطبيقات المثبتة على أجهزة الهواتف.
تعد هذه التطبيقات جزءًا ضروريًا من التكنولوجيا المالية (Fintech) التي جعلت حياة الناس أسهل وأسرع.
في هذا المقال، سنتطرق إلى مفهوم التكنولوجيا المالية، وتاريخها، وأهمية أمانها، ومستقبلها في العالم.
ما هي التكنولوجيا المالية؟
تتكون التكنولوجيا المالية (Fintech) من مزيج من كلمتي المالية والتكنولوجية. وتعني التقنيات المالية.
يستخدم هذا المصطلح لوصف التقنيات التي أدت إلى ثورة في مجال المعاملات المالية في السنوات الأخيرة.
غيرت هذه التقنيات طريقة التسوق وتحويل الأموال والاستثمار والاقتراض، كما أن جزءًا من هذه التقنيات مرتبط بمجال عالم العملات المشفرة المتغير.
في الجوانب العامة، هدف هذه التقنيات هو توفير وصول أسرع وبدون وسيط إلى الموارد المالية وإدارتها أو نقلها.
تاريخ التكنولوجيا المالية:
يبدو المصطلح “fintech” جديدًا، لكن في البحث عن جذوره نجد أنه موجود منذ عصر إصدار أول بطاقات الائتمان في الخمسينيات وأجهزة الصراف الآلي والبورصات الإلكترونية والبورصات عبر الإنترنت.
في القرن الحادي والعشرين، كان يستخدم هذا المصطلح لوصف الأجهزة الحاسوبية والنظم المصرفية التي تجعل تبادل البيانات بين الفروع المختلفة ممكنًا، ولكن مع ظهور الهواتف الذكية وانتشار الإنترنت بعد عام 2010، وتطور البرمجيات والتطبيقات أصبح بإمكان الناس القيام بأنشطة لم يكن بإمكانها القيام بها في الماضي، ما لم يتم تنفيذها عن طريق البنوك والمؤسسات المالية.
والآن، تؤدي التكنولوجيا المالية تحدي واضح في مجال التأمين المالي وللأنظمة المصرفية والمالية، وتنافس الشركات الجديدة في مجال التكنولوجيا المالية لتوفير طرق بديلة للمعاملات المالية.
كيف تحدت التكنولوجيا في النظام المالي التقليدي؟
أحدثت التكنولوجيا المالية تحولًا كبيرًا في عالم المعاملات المالية، فتغيرت النظام المالي التقليدي بشكل كبير. ومن زمن لم يكن بعيدًا، كان علينا زيارة مؤسسة أو مصرف لإجراء عمليات مالية أو تجارية، على سبيل المثال، إذا كنا نرغب في شراء تأمين، كان علينا زيارة شركة تأمين، وإذا كنا نرغب في تحويل الأموال، كان علينا زيارة المصرف.
والآن، بمساعدة تطبيقات على الهاتف المحمول، يمكننا القيام بجميع هذه العمليات بسهولة.
عطلت التكنولوجيا النظام المالي التقليدي الذي كان يعتمد على الوسطاء وأدت إلى تحول إلى ما يسمى باللامركزية، وأخيرًا، أدت إلى إضافة الطابع الديمقراطي على العمليات المالية في المجالات المختلفة، وتخفيض الوقت والتكاليف المتعلقة بإجراء هذه العمليات.
كيف تعمل التكنولوجيا المالية؟
التكنولوجيا المالية هي أداة شاملة لتحسين المعاملات المالية. باستخدام الفينتك، يمكن للمستهلكين والشركات تسريع وتبسيط المعاملات المالية، دون الخوض في التعقيدات. ومع ذلك، تتضمن التكنولوجيا المالية أيضًا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوكتشين المشفرة والبيانات الضخمة، مما جعل عملية المعاملات أكثر أمانًا وخصوصية.
على سبيل المثال تمكنك خدمات الهاتف المحمول مثل Venmo أو CashApp من الدفع لأشخاص آخرين في أي وقت من اليوم وإرسال الأموال بسهولة إلى حسابهم المصرفي. أما إذا دفعت بدلاً من ذلك نقدًا أو بشيك فسيتعين على المستلم القيام برحلة إلى البنك لإيداع الأموال.
ما مدى أمان التكنولوجيا المالية؟
تتمتع شركات التكنولوجيا المالية بثقة عامة من قبل المستهلكين، وذلك وفقًا لتقرير فوربس؛ فـ 68% من الأشخاص يثقون باستخدام أدوات الإدارة المالية التي توزعها هذه الشركات، ومع ذلك، يجد البعض أن تطبيقات التكنولوجيا المالية الجديدة، التي لم تخضع حتى الآن لنفس قوانين الأمان تحتاج إلى توخي الحذر عند التعامل بها .
ليس ذلك بأن تنبغي المجتمع عدم الثقة في شركات التكنولوجيا المالية، بل بأن توخي الحذر قد يكون مفيدًا للغاية بالنسبة لمعظم المستهلكين، حيث أن الفوائد من العمل مع شركة تكنولوجية مالية تفوق المخاطر المتصورة في النهاية ما زال استخدام التكنولوجيا المالية في نمو مستمر فوفقًا للإحصاءات، استخدم حوالي 64٪ من سكان العالم تقنيات التكنولوجيا المالية بحلول عام 2019.
حاليًا تقوم البنوك والشركات المالية الكبرى إما بشراء شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا أو جلب تقنياتها المالية إلى السوق.
يبدو أن التكنولوجيا المالية ستصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا المالية اليومية في المستقبل.